اعراب وشرح معنى علم القرآن في اللغة العربية.
علم فعل ماضي مبني على الفتح، والقرآن مفعول ثان والمفعول الأول محذوف، وهذا القول في رأي بعض العلماء لأن الفعل: (علّم) يأخذ أبعادا ومعاني أخرى غير التعليم فقط، لأنه في هذا السياق من العلامة لا من التعليم.
معنى علم القرآن: أي وضع له علامات أو رسمه على هذا النحو، وبهذا الرسم وبهذه الصفحات التي نقرأها اليوم في أشهر وأكثر طبعة متداولة حاليا،
إذًا: علّم فعل متعد لمفعول واحد هو القرآن، ويؤيد هذا قوله تعالى مخاطبا أهل الكتاب: "ولكن كونوا ربانيين بما كنتم (تعلّمون) الكتاب وبما كنتم تدرسون"، كلمة (تعلّمون) لو كان من التعليم لما قدمه على (تدرسون)، لأن الدراسة قبل التعليم، إذ لا يُتصور تعليم شيء قبل دراسته، إذاً (تعلّمون) من العلامة والرسم والكتابة لا من التعليم، فالكتب السابقة وإن كانت وحيا لكن رسمها وعلاماتها من صنع علمائهم وقد خولهم الله ذلك، فالتوراة مثلا من الله معنى ومن البشر رسما بخلاف القرآن فهو من الله معنى ومبنى ورسماً.
لذلك يقول الله: "ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر" ضمير المفعول في (يعلمه) لا يعود على الرسول كما هو شائع، بل يعود إلى القرآن في الآية التي قبلها: "قل نزّله روح القدس من ربك بالحق" أنزل ماذا؟ أنزل القرآن، فهم يقولون إنما كتبه ورسمه للرسول بشر، وذلك البشر أعجمي لا يفقه العربية رسما ولا نطقا.
كما تشير بعض الروايات بأن جبريل عليه السلام كان ينزل بالصفحة والصفحتين على النحو الذي نراه في المصحف الموجود في واقعنا، تبدأ بآية كذا وتنتهي بآية كذا، وعلى هذا الرسم القرآني التوقيفي الذي يختلف في كثير من الألفاظ عن الرسم الإملائي المتواضع عليه، فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يأمر كتبة الوحي بالكتابة على ضوء ما رآه من جبريل عليه السلام شكلاً ورسما.
ما هو اعراب وشرح معنى علم القرآن في اللغة العربية؟
إعراب علم القرآن هو فعل ماض ومفعوله، حيث أن القرآن يتفرد بخلاف الكتب السابقة بأنه من الله لفظا ومعنى ومبنى ورسما وهيئة، ويوجد دليل عقلي وإعجاز كتابي رسمي يؤكد هذا، وهو موضوع شكلي يتعلق بالرسم القرآني أو بالأصح بمواضع الآيات التي تتشابه في صفحات القرآن المطبوعة بمجمع الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود:
مثلاً : "ولتكبروا الله على ما هداكم" سورة البقرة في آخر الصفحة اليسرى تليها آية فقط وتنتهي الصفحة. يوجد نظير لها في سورة الحج آخر الصفحة اليسرى "لتكبروا الله على ما هداكم" تليها آية وتنتهي الصفحة.
مثال آخر : "يوم يجمع الله الرسل" سورة المائدة بداية الصفحة اليسرى وبعدها صفحة وتنتهي السورة، نظيرتها في سورة النحل "يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها" بداية الصفحة اليسرى وبعدها صفحة وتنتهي السورة.
"وما كان ربك ليهلك القرى بظلم" سورة هود نهاية الصفحة اليسرى، نظيرتها في القصص "وما كان ربك مهلك القرى" نهاية الصفحة اليسرى.
مثال أخير قال تعالى: "ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون" موجودة هذه الآية في آخر الصفحة اليمنى من سورتي هود وسورة المؤمنون.
ما يؤكد هذا أن الآيات المتشابهة والنظائر تكتب في مواضع من الصفحات متشابهة، ولا تكاد تقرأ سورة إلا ووجدت فيها آية أو آيات لها نظائر في سورة أو سور أخرى في نفس المواضع من الصفحة، صحيح ان هذه مسألة شكلية، ولكنها لا تخلو من إعجاز علمي، لأن هذه الدقة في الترتيب لا يمكن أن تكون مسألة عفوية، وإنما ورائها سر عجيب يعلمه الله تعالى.
جواب سؤال اعراب وشرح معنى علم القرآن في اللغة العربية؟